جراحة الغدة النخامية بالمنظار: ثورة في علاج أورام الدماغ

جراحة الغدة النخامية بالمنظار    جراحة الغدة النخامية بالمنظار عبر الأنف والوتد (Endoscopic Transsphenoidal Surgery - ETS) هي التقنية القياسية الذهبية والأكثر تطوراً لإزالة أورام الغدة النخامية (Pituitary Adenomas). توفر هذه الطريقة بديلاً آمناً وطفيف التوغل للجراحة المفتوحة، حيث يتم الوصول إلى الغدة، الواقعة في قاعدة الجمجمة، عبر الممرات الأنفية الطبيعية.

🧐 الغدة النخامية وأورامها

الغدة النخامية هي غدة صغيرة بحجم حبة البازلاء تقع خلف جسر الأنف وفي قاعدة الدماغ، وتُعرف باسم "سيدة الغدد الصماء". تتحكم في إفراز معظم هرمونات الجسم.

• أورام الغدة النخامية (Adenomas): معظمها أورام حميدة (غير سرطانية) وتنمو ببطء. يمكن أن تسبب أعراضاً بطريقتين:

  1. اضطرابات هرمونية: إفراز كميات زائدة من هرمون معين (مثل هرمون النمو مسبباً ضخامة الأطراف، أو البرولاكتين).

  2. ضغط موضعي: ضغط الورم على الهياكل المجاورة، خاصة العصب البصري، مما يسبب ضعفاً في الرؤية أو فقداناً جزئياً للرؤية.

🔪 كيف تتم الجراحة بالمنظار عبر الأنف والوتد؟

تُجرى هذه العملية بواسطة فريق جراحي يضم جراح المخ والأعصاب وجراح الأنف والأذن والحنجرة المتخصص في جراحة قاعدة الجمجمة.

1. الوصول إلى الغدة

• التخدير: تُجرى العملية تحت التخدير العام.

• المسار: يتم إدخال منظار دقيق (أنبوب يحتوي على كاميرا عالية الدقة وإضاءة) عبر فتحة الأنف. لا يتطلب هذا الإجراء أي شق خارجي مرئي في الوجه.

• الوصول إلى العظم الوتدي: يتم توجيه المنظار عبر تجويف الأنف حتى يصل إلى الجيب الوتدي (Sphenoid Sinus)، وهو تجويف هوائي يقع خلف الأنف.

• فتح العظم: يتم إزالة جدار رقيق من العظم الوتدي للوصول إلى الغدة النخامية المغطاة بغشاء يُسمى "السرج التركي" (Sella Turcica).

2. إزالة الورم

• الرؤية والتكبير: يوفر المنظار رؤية ممتازة ومكبرة وعالية الإضاءة للورم والعصب البصري المحيط به.

• الإزالة: يستخدم الجراح أدوات دقيقة جداً لإزالة الورم بحذر، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة للغدة النخامية قدر الإمكان.

• تقنيات الملاحة: قد تُستخدم أنظمة الملاحة العصبية (Neuronavigation) كنوع من نظام تحديد المواقع الجغرافي (GPS) داخل الدماغ لزيادة دقة الجراح.

3. إغلاق الموقع

• إعادة بناء قاعدة الجمجمة: بعد إزالة الورم، يتم إغلاق الفتحة في قاعدة الجمجمة باستخدام مواد مختلفة، مثل قطعة صغيرة من الدهون أو العضلات تؤخذ من المريض نفسه، أو مواد بيولوجية صناعية، لمنع تسرب السائل النخاعي.

• الإنهاء: يتم إغلاق المسار الأنفي بضمادات مؤقتة، ولا توجد غرز خارجية.

✅ مزايا الجراحة بالمنظار (ETS)

تُعتبر هذه التقنية أفضل من الجراحة التقليدية (التي كانت تُجرى بشق تحت الشفة أو بالوصول عبر الجمجمة) للعديد من الأسباب:

• جراحة طفيفة التوغل: لا يوجد شق خارجي ولا حاجة للمس أنسجة المخ.

• رؤية أفضل: توفر عدسات المنظار زوايا رؤية أوسع وأكثر إضاءة داخل الحيز الضيق، مما يزيد من معدل الإزالة الكلية للورم.

• تعافٍ أسرع: آلام أقل بعد العملية، وفترة إقامة أقصر في المستشفى (عادة 1-3 أيام).

• مخاطر أقل: تقلل من مخاطر النزيف أو العدوى مقارنة بالجراحة المفتوحة.

🩸 التعافي والرعاية ما بعد العملية

• الإقامة في المستشفى: يوم إلى ثلاثة أيام، مع مراقبة دقيقة لمستويات الهرمونات والسوائل.

• مراقبة الهرمونات: قد يحتاج المريض إلى علاج تعويضي هرموني مؤقت أو دائم، خاصة إذا تأثرت الغدة النخامية السليمة أثناء الجراحة.

• الأنشطة: يُنصح بتجنب رفع الأثقال، الانحناء، أو نفخ الأنف بقوة لعدة أسابيع، لتجنب زيادة الضغط في منطقة الجراحة والمساعدة في شفاء منطقة قاعدة الجمجمة.

جراحة الغدة النخامية بالمنظار هي مثال رائد على التقدم في الجراحة العصبية، حيث توفر علاجاً فعالاً وآمناً لأورام كانت تتطلب في السابق إجراءات أكثر خطورة وتوغلاً.

هل تود الحصول على تفاصيل محددة حول أنواع الأورام التي تعالج بهذه الطريقة، أو المخاطر المحتملة للعملية؟